الصمود الأمريكي .. درس يجب أن يتعلمه منتخبنا

الصمود الأمريكي .. درس يجب أن يتعلمه منتخبنا
كتب: وائل منتصر

ملخص أود أن أبعث برسالة إلي جميع أفراد المنتخب المصري مفادها أن أمريكا فعلتها علي الرغم من صعوبة الموقف وفي وجود منتخبات لها اسمها، فلا تنظروا إلي الخلف بل إلي الأمام دائما، فالمستحيل لم يعد له وجود في كرة القدم

حقاً لم ينته زمن المعجزات .. هذا ما أثبته منتخب الولايات المتحدة الأمريكية في بطولة كأس القارات المقامة في جنوب إفريقيا .. هذا المنتخب الذي كان قد فقد حظوظه في التأهل إلي الدور نصف النهائي بنسبة 99% بعد خسارته لأول مباراتين أمام البرازيل ثم ايطاليا، إلا إنه حارب وجاهد وتمسك بالنسبة الضئيلة المتبقية من الأمل إلي أن حقق المعجزة.

وإذا كان المنتخب الأمريكي الذي لا يملك في رصيده أي انجازات أو تاريخ علي خريطة الكرة العالمية سوى المشاركة في كأس العالم - وهي ليست مقياساً نظراً لضعف المنافسة في أمريكا الشمالية – قد حقق المعجزة وصعد إلي الدور النهائي بعد إقصائه فريقين كانا مرشحين لتخطي عقبته وهما مصر في الدور الأول ثم اسبانيا في قبل النهائي .. فماذا تعلمنا؟

أكاد أجزم أن أحداً لم يرَ أو يشاهد ما فعلته أمريكا بعين العقل في محاولة للتعلم من تلك المفارقات الغريبة التي حدثت، فمصر كانت تملك ستة فرص للعبور إلى الدور نصف النهائي مقابل فرصة واحدة "غير مؤكدة" لأمريكا، لكن أبناء العم سام استطاعوا أن يضربوا بكل التوقعات عرض الحائط وتأهلوا.

وتحدث الجميع حينها عن تراجع بدني وفني في مستوي المنتخب الوطني المصري تسبب في تلك الهزيمة وصعود أمريكا لمواجهة اسبانيا بطلة أوروبا وصاحبة الأسماء الرنانة، وجاءت التوقعات حينها لصالح الماتادور الاسباني الذي سينهي المغامرة الأمريكية التي وصفها البعض بأنها حالة لن تتكرر أمام اسبانيا.

وواصل المنتخب الأمريكي سلسلة ضرباته التي نالت أيضا من الأسبان بشكل ليس بالغريب بالنظر إلي قوة الإرادة التي تمتع بها الأمريكان في مواجهات تكاد تكون محسومة للخصوم، وتلك هي النقطة الثانية التي أعطت أمريكا القوة في مواصلة الصعود للقمة واللعب في النهائي أمام البرازيل التي ستواجه هذا المنتخب الطموح الذي سيحاول إكمال النصف الباقي من كلمة "معجزة".

من يتأمل مشوار المنتخب الأمريكي في كأس القارات يستطيع أن يستنتج مدى العزيمة والإصرار غير الطبيعي الذي تحلى به هذا المنتخب، بل إن الواقع قد يفرض علي البعض توقع فوزه بالبطولة علي حساب البرازيل حامل اللقب خاصة أن الحلم أصبح حقيقة وأصبحت الفرص متساوية.

أما هنا، فقد تركنا جميع السلبيات التي حدثت - على الرغم من اعترافي بقوة المنتخب المصري وأداءه الذي تحدث عنه الجميع - ورحنا نتحدث عن أشياء جانبية وأسباب واهية لم ولن تفيد في مشوار تصفيات المونديال الشاق والصعب والذي يحتاج لصفاء الأنفس وحضور الذهن.

ومن هنا أود أن أبعث برسالة إلي جميع أفراد المنتخب المصري مفادها أن أمريكا فعلتها علي الرغم من صعوبة الموقف وفي وجود منتخبات لها اسمها، فلا تنظروا إلي الخلف بل إلي الأمام دائما، فالمستحيل لم يعد له وجود في كرة القدم، فدعوا وهم أن الباب موصد، واستمروا في طرقه لعله يُفتح لكم فنستكمل الطريق ونحقق الحلم.